في ظل تصريحات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: "يجب أن نتعامل مع التقنيات الجديدة بإيجابية بوصفها فرصا وليست مخاطر"، تتجه المملكة العربية السعودية بقوة نحو تفعيل الذكاء الاصطناعي في جميع مجالاتها. حيث أوضح سموه: "نحن نعيش في زمن الابتكارات العلمية والتقنيات غير المسبوقة وآفاق نمو غير محدودة، ويمكن لهذه التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في حال تم استخدامها على النحو الأمثل أن تجنّب العالم الكثير من المضار وتجلب للعالم الكثير من الفوائد الضخمة".

ضمن رؤية 2030، أنشأت المملكة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" في عام 2019 لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحكومية والخاصة. تهدف الهيئة إلى وضع المملكة في مقدمة الدول في مجال الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على الابتكار والتطوير المستدام. من أبرز المبادرات التي أطلقتها الهيئة "البرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات" "NTDP"، والذي يهدف إلى دعم الشركات التقنية في تبني التقنيات الحديثة في خدمات الحوسبة السحابية.

أطلقت المملكة "الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي" "NSDAI"، التي تهدف إلى الوصول إلى أعلى 15 دولة في الذكاء الاصطناعي، والوصول إلى أعلى 10 دول في البيانات المفتوحة، والوصول إلى أعلى 20 دولة في الإسهام بالمنشورات العلمية. كما تهدف الاستراتيجية إلى تطوير الأفراد وبناء مورد مستدام للكفاءات.

من بين منتجات الذكاء الاصطناعي التي أطلقتها "سدايا"، يبرز نموذج "علّام" "ALLaM" بوصفه أحد أبرز النماذج اللغوية للذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يركز على اللغة العربية. يهدف هذا النموذج إلى خدمة المملكة العربية السعودية وجميع الناطقين باللغة العربية في مختلف أنحاء العالم، مما يعزز التواصل والتفاعل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

تخطط السعودية لإنشاء صندوق بقيمة 40 مليار دولار للاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يعزز الاستثمارات والابتكارات في هذا المجال. كما أقر مجلس الوزراء في يوليو 2023 إنشاء "المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي" في الرياض، الذي يتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري. ويهدف المركز إلى تعزيز الأبحاث الأخلاقية في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يعكس التزام المملكة بتطوير الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي.

حصلت السعودية على المركز الأول عالميًا في مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي، وفقًا لتقرير "Tortoise Intelligence" الذي يقيس أكثر من 60 دولة. كما أطلق مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية أول مركز ذكاء اصطناعي للمعالجة الآلية للغة العربية، باسم "مركز ذكاء العربية"، مما يعزز من دور المملكة في تطوير التقنيات اللغوية الذكية وخدمة اللغة العربية.

تسعى المملكة العربية السعودية من خلال استثماراتها ومبادراتها المتقدمة إلى تحقيق تحول نوعي في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يعزز من مكانتها كواحدة من الدول الرائدة في هذا المجال. بفضل رؤية 2030 والدعم الحكومي المستمر، تستمر المملكة في دفع عجلة الابتكار والتطوير، وتقديم تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تساهم في تحسين الحياة اليومية وتعزيز الكفاءة التشغيلية في مختلف القطاعات.